فيما بين الأحداث الحديثة التي ساهمت في إحداث تحول ثوري هي تلك التي تناولت العقل والجسد، ودينامية القلب والعقل، فمن اتحاد العقل مع الجسد تنبعث حركة وأمواج طاقوية هي الإنفعالات التي تصدر من القلب. وفي واقع الأمر فإن مقاربة أوشو في هذا الكتاب تكمن في النظر إلى جسد - عقل هما...
فيما بين الأحداث الحديثة التي ساهمت في إحداث تحول ثوري هي تلك التي تناولت العقل والجسد، ودينامية القلب والعقل، فمن اتحاد العقل مع الجسد تنبعث حركة وأمواج طاقوية هي الإنفعالات التي تصدر من القلب. وفي واقع الأمر فإن مقاربة أوشو في هذا الكتاب تكمن في النظر إلى جسد - عقل هما وجهان لطاقة واحدة. ومن خلال هذين القطبين تتحرك هذه الطاقة على نحو انفعالات صنفها أوشو بالإنفعالات السلبية، كالكآبة، والغضب، والحسد، والغيرة، والخوف، ... وأخرى إيجابية كالحزن والتعاطف والحب والشجاعة ... ووجد أن الإيجابية منها نشعر بها على نحو واعٍ، في حين السلبية نشعر بها على نحو لا واع. فإذا ما أدخلنا عامل الوعي فيها فإنها تتحول، وبالتالي فأوشو في هذا الكتاب لا يدعو لأي نوع من الإدانة، ولا لأي نوع من القمع أو الكبت، وإنما يدعو إلى تحويل الإنفعالات السلبية إلى انفعالات إيجابية. وهذا السياق يحدث من خلال ما أسماه أوشو بالرصد من دون تماه، ومن دون اختيار، ومن دون إدانة وصولاً إلى القلب الفارغ حيث الراصد الحيادي، وذلك من خلال سياق للوعي ينمو ويتطور ويفعل بإخراج الإنفعالات المكبوتة إلى السطح ثم العمل على تحويلها. ولا شك أن الأمر يحتاج إلى تأمل ولهذا الأمر أوجد أوشو تقنية التأمل الديناميكي كما أوجد بعض التمارين التي تساعد على إخراج الإنفعالات المكبوتة إلى السطح والتحرر منها.