إن النفس التي يعنيها "إبن العبري" في مقالته هي النفس الناطقة التي تسوس جسم الإنسان وفيها استعداد للعلم وقبول التعليمات الإلهية وتقدر على البت في حقيقة الخير والشر وتملك القدرة على المحاكمة المنطقية بعامة. ويستند الأب غريغوريوس في إثباته وجود النفس على فطريتها وعلى قيامهما...
إن النفس التي يعنيها "إبن العبري" في مقالته هي النفس الناطقة التي تسوس جسم الإنسان وفيها استعداد للعلم وقبول التعليمات الإلهية وتقدر على البت في حقيقة الخير والشر وتملك القدرة على المحاكمة المنطقية بعامة. ويستند الأب غريغوريوس في إثباته وجود النفس على فطريتها وعلى قيامهما بمهمة أساسية في حياة الإنسان هي ظهورها فيه بوصفها أساساً لكل عملياته العقلية. ومن ثمّ ينتقل لتبيان آراء القدماء في النفس، فمنهم من يقول: إنها نار، وهناك من يؤكد أنها، هواء، أو هي ماء كما يدّعي بعضهم، أو أنها كما يشير أحدهم مجتمعة من امتزاج الأخلاط، أو على حد زعمهم هي درر مجتمعة، أو هي من مزج البدن كما قيل. وينتهي "إبن العبري" إلى أن كل هذه الآراء لا معنى لها: فالنفس لا جسميّة. وهي جوهر؛ لأنها تقبل الأضداد مثل العلم والجهل والفضائل والرذائل.