خلال الخمسين عاماً التي مرت على وفاة أنطون بافلوفيتش تشيخوف تكدس كمّ لا يُستهان به من أدب الذكريات عن الكاتب إذ تحدث عنه معاصرون كبار وعاديون، أدباء وفنانون، ممثلون ومخرجون علماء وشخصيات إجتماعية، معارفه وأفراد الأسرة. وتتجلى شخصية تشيخوف النبيلة، الكاتب والإنسان في...
خلال الخمسين عاماً التي مرت على وفاة أنطون بافلوفيتش تشيخوف تكدس كمّ لا يُستهان به من أدب الذكريات عن الكاتب إذ تحدث عنه معاصرون كبار وعاديون، أدباء وفنانون، ممثلون ومخرجون علماء وشخصيات إجتماعية، معارفه وأفراد الأسرة. وتتجلى شخصية تشيخوف النبيلة، الكاتب والإنسان في ذكريات مكسيم غوركي وفلاديمير كورولينكو كوبرين وإيفان بونين ...
يحتل كتاب الشقيق الأصغر للكاتب، ميخائيل بافلوفيتش تشيخوف (مع أنطون تشيخوف) الصادر في عام 1932 والذي صار قطعة بيبلوغرافية نادرة، يحتل موضعاً مميزاً في مجال أدب الذكريات الواسع. إنه ذكريات واحد من أقرب رفاق درب الكاتب الروسي العظيم. وقد أمضى المؤلف ثلاثة عقود في حالة من العشرة اليومية الوثيقة مع أنطون تشيخوف وأمام عيني ميخائيل بافلوفيتش تدفق عمله الأدبي وجرت أحداث ولقاءات مشهودة.
وحسب كلمات أنطون تشيخوف لم يكن ميخائيل (شقيق شقيقه فحسب بل كان أديباً، وذكرياته مكتوبة بصدق باهر وإخلاص ودفء وبلغة محادثة جيدة وبسيطة. وكاتب الذكريات قادر على تبيان نمط الحياة التي صارت من الماضي ورسم بورتريه وإعادة بناء فن المشهد المسرحي الحي.
يكشف عنوان الكتاب بصورة موفقة للغاية مضمونه. نعم إنه قبل كل شيء، توصيف للوسط الذي عاش فيه أنطون تشيخوف. فهنا عشرات الأشخاص من الأهل ومن معارف أنطون بافلوفيتش ورفاق الطفولة واليفاع والأقضية ومراكز المدن الصغيرة ومزارع الملاكين والقرى وكتاب ثمانينيات القرن التاسع عشر غير المشهورين وممثلي الأدب والفن الروسيين.