يعد الشاعر السوري الهلنستي "ميلياغروس الجداري" الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، أحد أهم الرموز الشعرية التي أثّرت في الغرب اليوناني واللاتيني، والأوروبي فيما بعد، فعلى الرغم من أنه كان يستخدم اليونانية في كتابة قصائده، إلا أن انتماءه لروح وطنه الأول ظل حاضراً على...
يعد الشاعر السوري الهلنستي "ميلياغروس الجداري" الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، أحد أهم الرموز الشعرية التي أثّرت في الغرب اليوناني واللاتيني، والأوروبي فيما بعد، فعلى الرغم من أنه كان يستخدم اليونانية في كتابة قصائده، إلا أن انتماءه لروح وطنه الأول ظل حاضراً على الدوام في شعره، وظلت نزعته الإنسانية التي تلقاها في أكاديمية مدينته، دليله الذي لم يحد عنه طوال حياته، تلك النزعة التي ميّزت ايضاً شاعراً آخر، مواطناً له، أطلق على نفسه اسم محب الإنسان "فيلوديموس"، ولا شك في أن هذه النزعة نابعة من طبيعة الحضارة السورية الضاربة في العمق، والمنفتحة على الآخر، والتي عبّر عنها خير تعبير، جداري آخر سبق شاعرنا بنحو قرنين من الزمان، ألا وهو الفيلسوف الساخر "مينيبوس"، فقد حفرت فلسفة مينيبوس وسخريته عميقاً في روح شاعرنا الذي أعلن أكثر من مرة انتماءه إلى ذلك الفيلسوف ومنهجه في الحياة.