منذ حوالي عقدين من الزمن والشاعر محمد عضيمة يقيم في اليابان، بلاد الشمس المشرقة، يكتب فيها وعنها، يترجم، ويحاول تقديمها كما هي من الداخل للقارئ العربي.هذه البلاد التي يستعصي فهمُها، فهمُ ثقافتها، فهمُ أسرار تقدمها، على كثير من المتخصصين فكيف بالناس العاديين، ما هي هذه...
منذ حوالي عقدين من الزمن والشاعر محمد عضيمة يقيم في اليابان، بلاد الشمس المشرقة، يكتب فيها وعنها، يترجم، ويحاول تقديمها كما هي من الداخل للقارئ العربي.
هذه البلاد التي يستعصي فهمُها، فهمُ ثقافتها، فهمُ أسرار تقدمها، على كثير من المتخصصين فكيف بالناس العاديين، ما هي هذه اليابان، هذا المعبد الكبير، ما هي أسرارها، ما حكاياتها، ما طبيعة شعبها، كيف يفكرون، كيف يحبون ويعشون، كيف يمارسون الحب ومشتقاته، وكيف بائعات الربيع أو بائعات الهوى عندهم، كيف يعيشون ويعملون، كيف يقدسون يابانهم كما لو أن لا دين ولا عقيدة لهم سواها، كيف ينظرون إلى غيرهم من الشعوب، عرباً وغير عرب، وهل يختلفون عن بقية البشري حقاً كما يعتقدون، ما هي الثقافة التي تقف وراء قدرتهم على تطهير الإيجابي داخل السلبي، أو على تحويل السلبية مهما كانت إلى إيجابية أو بالأحرى إلغاء الحدود بين السلبي والإيجابي والخروج من هذه الثنائية السماوية، إذ لا تناقض في ثقافتهم بين الأرض والسماء، من أين لهم القدرة على تحويل الجنازة إلى مناسبة للأكل والشرب بمتعة الفرحين بالمناسبة، من أين لهم القدرة على توفير فرص عمل للجميع وبلا إستثناء، ما هي ديانتهم أو دياناتهم، ما هو إلههم أو آلهتهم، كما يسأل العرب من جميع الشرائح والطبقات عندما يريدون فهم شيء عن اليابان...
هذا ما تحاول صفحات هذا الكتاب أن تلامسه، وأن تلامس كثيراً غيره أيضاً، بصيغة رسائل موجهة إلى صديق مفترض.