كيف تصنع الكتب الكاتبة؟ أو بصيغىة أخرى: كيف تشكل القراءة نبع المؤثرات الذي يرتوي منه الكاتب فيما يقوم بإبداع أعماله؟يحاول هنري ميلر أن يجيب على هذا السؤال عبر سيرة ذاتية ثقافية يتحدث فيها عن علاقته الحميمة بالقراءة منذ أن كان طفلاً، وعن علاقته مع مؤلفين معاصرين أثروا في...
كيف تصنع الكتب الكاتبة؟ أو بصيغىة أخرى: كيف تشكل القراءة نبع المؤثرات الذي يرتوي منه الكاتب فيما يقوم بإبداع أعماله؟
يحاول هنري ميلر أن يجيب على هذا السؤال عبر سيرة ذاتية ثقافية يتحدث فيها عن علاقته الحميمة بالقراءة منذ أن كان طفلاً، وعن علاقته مع مؤلفين معاصرين أثروا في تجربته، وعن أشخاص آخرين يسقيهم "الكتب الحية"، لعبوا دوراً مشابهاً.
إن هذا الكتاب رحلة في الكتب وعوالمها وفي شخصيات المؤلفين والمقربين منهم ومن عوالمهم، ولذلك يشكّل دليلاً للدخول في عالم القراءة والكتابة ولكن من منظور كاتب إستثنائي.
غير أن هنري ميلر لا يطمح إلى أن يخرج من حدود مهنته ككاتب، ولهذا يقول إنه يهدف من وراء هذا الكتاب إلى أن يروي سيرة حياته، ويرى أنه إذا كان المرء ينشد المعرفة أو الحكمة، فمن الأفضل له أن يعود إلى الينبوع. غير أن الينبوع ليس الباحث أو الفيلسوف، ولا المعلم أو القديس أو المدرّس، وإنما الحياة، التجربة المباشرة للحياة. ويصحّ الأمر نفسه هنا على الأدب. فكي تبدع يجب علينا أن نتحرر من "المعلمين".