-لِمَ التشاؤم؟... إنَّ من يتصفَّح كتب "شوبِّنهور" لا بدَّ له أن يسأل هذا السؤال المضني، لأنَّ إختيار فلسفة كهذه يبدو عبثيَّاً للوهلة الأولى.لا تتوقَّف هذه الفلسفة عن التأكيد النهائيِّ للبؤس الذي يعانيه البشر، وهي تدفع بالإنسان ذي الحظِّ العاثر إلى آلامه وعذاباته، تاركة من...
-لِمَ التشاؤم؟... إنَّ من يتصفَّح كتب "شوبِّنهور" لا بدَّ له أن يسأل هذا السؤال المضني، لأنَّ إختيار فلسفة كهذه يبدو عبثيَّاً للوهلة الأولى.
لا تتوقَّف هذه الفلسفة عن التأكيد النهائيِّ للبؤس الذي يعانيه البشر، وهي تدفع بالإنسان ذي الحظِّ العاثر إلى آلامه وعذاباته، تاركة من يأمل بالسعادة في مواجهة القلق والخوف من المجهول!...
هذه الفلسفة تعتمد في جميع الأحوال على سؤال يدعو إلى التوقف عنده: - "ثمَّ ماذا بعد، وما الفائدة من كلِّ هذا؟"...
يبدو أنَّ تاريخ الفلسفة قد اهتمَّ بحياة "شوبِّنهور" أكثر من إهتمامه بفلسفته، كما لو أنَّ معرفة حياة الرجل كافية لفهم هذه الفلسفة!...
هكذا قُدِّم لنا "شوبِّنهور" بصورة رجل عجوز حادِّ الطباع، كاره للبشر، دفعه إحتقاره لنظرائه لدرجة أنَّه جعل من كلبه الوارث الوحيد لكلِّ ما يملك قبل أن يموت.
هذا الكتاب قراءة جديدة ومختلفة لــ "شوبِّنهور" على ضوء صفتين أساسيتين لفلسفته: الأولى مساهمته في فلسفة الأصول التي تضمُّ كلاًّ من [ماركس، نيتشه، فرويد] وثانياً وضعه أساس ما يسمّى "الحدس العبثيُّ" الذي أكَّد لفلسفة "شوبِّنهور" وحدتها العميقة.