تكمنُ مُشكلتنا - بوصفنا عرباً ومسلمين - في أننا لم نشهد قتل الأب في ثقافتنا وإنما أعدنا إنتاجهُ في أشكال جديدة من الأصولية العقائدية والإنغلاق الإيديولوجي المذهبي الذي اعتقلَ العالم والحقيقة في شباك النظرية والكلمة الأولى التي ادَّعت أنها تعلو على وقائعية العالم...
تكمنُ مُشكلتنا - بوصفنا عرباً ومسلمين - في أننا لم نشهد قتل الأب في ثقافتنا وإنما أعدنا إنتاجهُ في أشكال جديدة من الأصولية العقائدية والإنغلاق الإيديولوجي المذهبي الذي اعتقلَ العالم والحقيقة في شباك النظرية والكلمة الأولى التي ادَّعت أنها تعلو على وقائعية العالم وفجائعيته. مُشكلتنا أننا لم نشهد إضمحلالَ المُقدس او إنسحابَهُ من فضاء العمل التاريخي في توليد المعنى على ما يرى البروفيسُور محمد أركون، وإنما ظلت تتناسلُ فينا شهوة التماهي مع الأصل إحتماء من فوضى الحاضر غير المُسَيطر عليه بشكل جيد. هذا ما يدفعُ بي إلى الحديث عن خطر الثورة السياسية في ظل غياب الثورة الثقافية والعقلية التي تناوش قلعة الواقع وتُفكك سلطة المرجعيات المُتآكلة، دون ذلك تبقى بيوتنا مُشرعةً دائماً لضيوفها من الآلهة التي ترفض أن تمُوت.