"عن الملائكة" هي المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر رافائيل ألبرتي أصدرها سنة 1929، عندما كان في سنته السابعة والعشرين ولاقت وقتها نجاحاً ساحقاً.يقول البرتي عن مجموعته هذه التي كتبها قبل صدورها بعام واحد: "سنة 1928 في سنة الحبّ، الغضب، الجنون، الحنق، السقوط، العوز: آنذاك اكتشفت...
"عن الملائكة" هي المجموعة الشعرية الخامسة للشاعر رافائيل ألبرتي أصدرها سنة 1929، عندما كان في سنته السابعة والعشرين ولاقت وقتها نجاحاً ساحقاً.
يقول البرتي عن مجموعته هذه التي كتبها قبل صدورها بعام واحد: "سنة 1928 في سنة الحبّ، الغضب، الجنون، الحنق، السقوط، العوز: آنذاك اكتشفت ملائكة ليست ملائكة اللوحات والنقوش المسيحية المجسّدة، بل هي الملائكة الشبيهة بقوى الروح القاهرة القابلة لأن تخلق وفق الحالات الأكثر إضطراباً وسريّة في طبيعتي فأطلقتها عصائب عبر العالم، تجسيدات جديدة، عمياء، لكلّ ما هو موجود في أعماقي من أشياء مدمّاة، موحشة، محتضرة، مخيفة، وطيّبة أحياناً، لكلّ ما كان يلاحقني"...
ويعلق عليها المترجم الفرنسي برنار سيزيه في مقدمة ترجمته إلى الفرنسية: إنها ديكور من الوحشة ينتشر في المقاطع الشعرية التالية: المدن، الأنهار، الجبال التي بلا أصداء، المحيطات الخرساء؛ في جغرافيا الموت هذه، تبدو الأرض والسماء فارغتين، في الصمت أو الظلمات... تبدو الإشارات والأصوات المذهولة وحده الأمل يبقى"، ثم يضيف إلى تعليقه هذا قوله: "عبر الأقسام الثلاثة لهذه المجموعة الشعرية ذات الوميض الجحيميّ حيث كلّ قسم يبدأ بهذه الكلمات المستعارة من غ. أ. بيكر: "ضيف الضباب" يفصح القلب الجريح بإضطراباته، بشكاواه، بمخاوفه، بحنينه، بفرحه.
تظلّ هذه المجموعة تعبيراً عن أزمة خانقة محدودة، إنها تسجل تحوّلاً رئيسيّاً في خطّ مسيرة ألبيرتي الشعرية، الخلاص الذي نشده في القلق وجده، بعد زمنٍ قصير، في لقائه بالمرأة التي أصبحت زوجته فيما بعد، من أجلها كتب هذه الأبيات: "حين ظهرت... كنتُ أتعذّب في عمق جوف كهف... بلا هواء ولا منفذ"...