"مسبحة من خرز الكلمات" هي مجموعة نصوص نثرية كما وصفها اشاعر "يحيى السماوي" كتبها بعد رحلة طويلة مع قصيدة العمود وقصيدة التفعلية حيث قدم في هذين الجنسين أكثر من خمس عشرة مجموعة منها: عيناك دنيا، قصائد في زمن السبي والبكاء، قلبي على وطني، عيناك لي وطن ومنفى، رباعيات، هذه خيمتي.....
"مسبحة من خرز الكلمات" هي مجموعة نصوص نثرية كما وصفها اشاعر "يحيى السماوي" كتبها بعد رحلة طويلة مع قصيدة العمود وقصيدة التفعلية حيث قدم في هذين الجنسين أكثر من خمس عشرة مجموعة منها: عيناك دنيا، قصائد في زمن السبي والبكاء، قلبي على وطني، عيناك لي وطن ومنفى، رباعيات، هذه خيمتي.. فأين الوطن، زنابق برية، قليلك لا كثيرهن.. وغيرها. وقد أشارت الناقدة الكتورة (فاطمة القرني) في كتابها القيم عن شعر السماوي: (الشعر العراقي في المنفى - السماوي.. نموذجاً) الى أن (السماوي يتمذهب شعرياً - من حيث طبيعة التشكيل الفني - الى الشعر المموسق، تقليدية خليلية موسيقاه أم تفعيلية حديثة، وهو على تقديره، ومزاولته لكتابة الخواطر النثرية مركزة الدلالة، يتحفظ على تسميتها "شعراً" بل يتحرّز ويصدّر ما نشر له منها تحت إشارة "نصوص نثرية"، ويتمثل ذلك في كتابه: (جرح باتساع الوطن). ولكني لا أتفق مع السماوي في أن يتحرز على تسمية ما يكتبه من قصائد نثر شعراً، وتسميتها بـ "نصوص نثرية" وهي التسمية التي وصف بها هذه المجموعة والمجموعة التي أعقبتها "شاهدة قبر من رخام الكلمات"، فالنصوص التي حملتها المجموعتان تحمل خصائص الشعر كاملة - باستثناء التخلي عن الإيقاع العروضي طبعاً -. وصحيح أن الكثير مما يكتبه بعض الشعراء العراقيين تحت عنوان قصيدة النثر - وتسميتها الأصلية هي القصيدة بالنثر poem en brose - لا يتمتع بخصائص قصيدة النثر الأساسية من تكثيف وتركيز وتوتر وإيقاع داخلي ومجانية كما وصفتها "سوزان برنار" في كتابها الشهير "قصيدة النثر من بودلير الى أيامنا" وأصبحت تأتي مترهلة ممطوطة بصور منضدة واحدة فوق الأخرى مثل أبيات القصيدة العمودية القديمة التي خرجوا عليها... الا ان هناك من الشعراء من عرفوا شروطها وأمسكوا بها بإحكام، ومنهم الشاعر "يحيى السماوي" الأمر الذي يثبت أن الشاعر الشاعر هو مبدع في الخلق الشعري مهما اختلفت أجناسه، وأن اختيار جنس معين قد يعود الى مزاج الشاعر وبداياته التكوينية وتأثراته الثقافية ومواقفه الفكرية من العملية الشعرية.