حاول القوميون أن يقوموا بإنقلاب في بيروت فلاحقوهم وطاردوهم... وحكم على الكثيرين بالإعدام ومنهم قيادة الحزب... هرب والدي. وجاء إلى دمشق... ولكن موت عدنان المالكي قصم ظهر البعير... قلتُ: إذن أبي كان محكوماً؟ قالت أمي: لا أنهم لم يعرفوا بإنتمائه إلى الحزب، بعد فترة عاد إلى بيروت......
حاول القوميون أن يقوموا بإنقلاب في بيروت فلاحقوهم وطاردوهم... وحكم على الكثيرين بالإعدام ومنهم قيادة الحزب... هرب والدي. وجاء إلى دمشق... ولكن موت عدنان المالكي قصم ظهر البعير... قلتُ: إذن أبي كان محكوماً؟ قالت أمي: لا أنهم لم يعرفوا بإنتمائه إلى الحزب، بعد فترة عاد إلى بيروت... عمل فيها لوقتٍ قصير غير أنه عاد وتطّوع في الجيش...
كان السوري القومي عدوّاً هكذا قال لي: عدو للبعثي وللشيوعي... وكان دهسه كحشرة مسموح، لقد رأيت جارنا الشيوعي "عبدو" يركل ابن عمه بالبوط ويسكر أسنانه ويناديه "يا عميل... يا خائن... يا كلب" تنهدت أمي، ثم قالت كأني أرى المشهد الآن، خاصة عندما أتذكر رفيقتي سوسن التي جرّوها من الحارة التحتانية في القنيطرة وأخذوها إلى السجن ثم عادت بعد سنة وهي تهذي... صار الأولاد كلما رأوها ينادونها "المجنونة... أم الكنزة الحمرا" لأنها كانت ترتدي كنزة شتوية في عزّ الصيف... أحمر وجه أمي من تأثرها...لم يكن عند سوسن سوى هذه الكنزة... قالت أمي، وقالت ظلت بلا زواج، رفضها شباب الحارة...