كانت قَصَّابين آنذاك تتمدّد وتتنهد... بين ماءٍ يكاد ان ينضبَ، وحَقْلٍ لا يكاد أن يثمر حتّى ما يُساوي... تعبَ زَرْعهِ وحَصاده... قُبيلَ الغروب، كانت أصواتُ العَنادِلِ تملأ أرجاء بيتنا... بموسيقى خضراء... وكان البيت، فيما يسمعُ... يَصعد سُلّم الفَرح، مُرتطِماً بسقف الحزن... كان أبي...
كانت قَصَّابين آنذاك تتمدّد وتتنهد... بين ماءٍ يكاد ان ينضبَ، وحَقْلٍ لا يكاد أن يثمر حتّى ما يُساوي... تعبَ زَرْعهِ وحَصاده... قُبيلَ الغروب، كانت أصواتُ العَنادِلِ تملأ أرجاء بيتنا... بموسيقى خضراء... وكان البيت، فيما يسمعُ... يَصعد سُلّم الفَرح، مُرتطِماً بسقف الحزن... كان أبي يزور أصدقاءه في القرى... يسير حاملاً عصاه المقوسة الرأس، وراءَ ظهره... كنت أسرحُ بصري في خطواته... إلى ان تُصبح ضباباً...