في هذا الكتاب مختارات للشاعر العربي الكبير أدونيس ولنماذجه الشعرية حيث إستخدمت مادة تطبيقية، لأن هذه النماذج مادة ثرية جداً وأمكننا من خلالها دراسة الإحالة في تمظهراتها كافة في الخطاب الشعري، فالمعروف عن الخطاب الشعري الأدونيسي أنه خطاب متعدد المرجعيات منفتح الآفاق على...
في هذا الكتاب مختارات للشاعر العربي الكبير أدونيس ولنماذجه الشعرية حيث إستخدمت مادة تطبيقية، لأن هذه النماذج مادة ثرية جداً وأمكننا من خلالها دراسة الإحالة في تمظهراتها كافة في الخطاب الشعري، فالمعروف عن الخطاب الشعري الأدونيسي أنه خطاب متعدد المرجعيات منفتح الآفاق على تجارب شعرية. أدبية وغير أدبية واسعة مما يجعل منه تجربة شعرية فريدة من نوعها مقارنة بالتجارب الشعرية العربية الأخرى المعاصرة والسابقة لها، وهي تجربة أثبتت فرادتها منذ انطلاقتها الأولى في عالم الشعر المتمثلة بدءاً بمجموعته الشعرية الأولى عام "1957" والتي حملت عنوان " قصائد أولى" مروراً بمسيرة شعرية طويلة حافلة بمغامرة التجديد والتحديث والتنوع والتجاوز لا لتجارب الشعراء الآخرين فحسب، بل لتجاربه الشخصية أيضاً التي تميزت بالإنفتاح المستمر- على خلاف ما يشاع حولها من قبل بعض النقاد. على تجارب شعرية متنوعة عربية وغربية، تقليدية وحديثة، ليصوغ الشاعر منها صورة للشعر لا تقبل التكرار لا لما سبقه من تجاربه وتجارب الآخرين ولا سيكون لاحقاً عليه، عملاً منا بمقولة الفيلسوف اليوناني هيراقليطس لا يمكن عبور النهر مرتين على ما يقارب خمسين عاماً من مسيرة شعرية، ظل فيها رائد القصيدة العربية الحداثية وما بعد الحداثية دون منازع، ولا يزال من أكثر الشعراء إثارة للجدل والنقاش والسجال، فلم ينشغل العرب بشاعر كما انشغلوا بأدونيس وبموافقه الجريئة الأدبية وغير الأدبية ويرؤياء الشعرية المنفتحة حتى أصبح بحق "مالى الدنيا وشاغل الناس".