لا أرى أي مسوغ لوجودي إن لم أكن مدافعاً عن قضايا الوطن والأمة، والدفاع أولاً وأخيراً لا يعني إلا توظيف ما يمتلكه الإنسان من إمكانات ووسائل، ليكون حسم المعركة بيده، وبالتالي لإبطال فعالية ما يقوم به العدو ضد الوطن، الشعب والأرض والوجود.ولذلك لا تصح هنا كلمة حيادي، بالمستوى...
لا أرى أي مسوغ لوجودي إن لم أكن مدافعاً عن قضايا الوطن والأمة، والدفاع أولاً وأخيراً لا يعني إلا توظيف ما يمتلكه الإنسان من إمكانات ووسائل، ليكون حسم المعركة بيده، وبالتالي لإبطال فعالية ما يقوم به العدو ضد الوطن، الشعب والأرض والوجود. ولذلك لا تصح هنا كلمة حيادي، بالمستوى نفسه الذي لا يصح فيه الموقف المؤيد للعدوان، ولا يجوز الصمت في حرب المواجهة، بالمقدار الذي لا تجوز فيه الخيانة أو الهروب من ميدان المعركة. وهذه القاعدة وتلك ينبغي أن يؤخذ بهما في المواجهة للغزوة التلمودية، سواء أكانت عسكرية أم اقتصادية أم إعلامية وسياسية وثقافية. ويكفي القول: إن العرب يواجهون عدواً موصوفاً بالغدروالحقد على البشرية، وتقول عقيدته: بـ "الطغيان أو الحكم المطلق". وأي كلام عن الاختلاف بالرأي، والتغاير في أسلوب التعامل، والحيادية، والصمت والتردد في ميدان مواجهة هذه نوعيتها غير وارد ومرفوض بالمطلق، لأنه كلام أريد به الباطل في جميع جوانبه. وإذا كان الدفاع عن الوطن انحيازاً، وإذا كان الاستعداد بالمطلق للمواجهة بعيداً عن الواقعية، وإذا كانت تعرية عقيدة العدوان تطرفاً، فأنا لا أقبل ولن أقبل إلا أن أكون منحازاً وغير واقعي، وفي الخندق المواجه لآلة الغزو والغدر، عملاً بمبدأ حشد الإمكانات كلها لحسم المواجهة صوناً للأرض وحماية للدين والحضارة، وحفاظاً على الإنسان.