من المفيد أن نشير إلى أن هذه الدراسة تتمحور بين شقين أساسين:فالأول يتمثل في إنتخاب قطوف نقدية من التراث الإبداعي والنقدي العربيين، ومحاولة الوقوف بقدر الإمكان حيال هيكلهما التنظيمي: اللساني والدلالي؛ كونه- أي الهيكل – في تصورنا يعد الإطار العام والقالب الفني الذي تصب فيه...
من المفيد أن نشير إلى أن هذه الدراسة تتمحور بين شقين أساسين:فالأول يتمثل في إنتخاب قطوف نقدية من التراث الإبداعي والنقدي العربيين، ومحاولة الوقوف بقدر الإمكان حيال هيكلهما التنظيمي: اللساني والدلالي؛ كونه- أي الهيكل – في تصورنا يعد الإطار العام والقالب الفني الذي تصب فيه القيمة اللغوية اللسانية للمنظومات المعرفية، أما المحور الثاني الذي ارتضيناه لهذه الدراسة فقد جعلناه موحياً ببعض الرؤى القرآنية لما تم انتخابه من تلك القطوف، وذلك نظراً لكون البنية النصية – في رأينا – تتموضع بين العملية الإبداعية والممارسة النقدية ليتولد عن هذا التموضع – بفضل القارئ المتفاعل مع العمليتين – عملية جديدة يمكن تسميتها بالعملية القرائية الإستيطيقية،التي يتم في ضوئها استنطاق المنجز الذهبي الذي يستلزم على المشتغل به – القارئ – أن يعقد الصلة بين بنيته النصية الذاتية وغيرها من البنى النصية الذاتية الأخرى سواء أكانت شاهدة أم غائبة، مع ضرورة البحث عن العلاقات الضمنية البادية بين الأنماط النصية، دون إغفال الحقيقة التي مفادها أن البنية النصية – مهما كانت طبيعتها – تتسم بشيء من التعقيد الذي لا تنفتح مغالقة إلا من خلال إنتهاج المنهج العلمي الدقيق الذي تواضع عليه الباحثون المعاصرون.