إن الأدونيسية، بوصفها حضوراً فكرياً وإبداعياًن ظلت سؤال يخترق الحاجز الثقافي العربي السائد، وظلت خلخلة وتفكيكاً لأكثر المسلمات رسوخاً في الوعي التقليدي، وثورة في الإبداع العربي أصبحت الكتابة معها رقصة نارية على أرض بكر امتلأت بقبور الآلهة الآفلة، وامتلأت بحطام الوصايا...
إن الأدونيسية، بوصفها حضوراً فكرياً وإبداعياًن ظلت سؤال يخترق الحاجز الثقافي العربي السائد، وظلت خلخلة وتفكيكاً لأكثر المسلمات رسوخاً في الوعي التقليدي، وثورة في الإبداع العربي أصبحت الكتابة معها رقصة نارية على أرض بكر امتلأت بقبور الآلهة الآفلة، وامتلأت بحطام الوصايا كذلك. لقد واجه أدونيس، منذ بدايات نشاطه الإبداعي الاستثنائي ثقافة عربية أضاعت بوصلة الاتجاه في عتمة الحاضر، وظلت تترنح على عتبات الأزمنة الحديثة، عالقة بأهداب الماضي الذي رأت فيه ما يعصمها من الصياع في عالم جديد، يقوم على الإبداع والتغير والثورة. ...إن تحرير القدر الإنساني من هيمنة الواحد، والتأسيس لثقافة الاختلاف في مفهومها العميق، لا يمكن أن يتوالد عن النظام المعرفي الذي يحكمه القبليات والمتعاليات التقليدية والإيديولوجية بل من حركة الخروج عن هذا العائق وتحطيم مكوناته وخلخلة بدهياته، وفي طليعتها قبلية المعنى والحقيقة، كجذر تقوم عليه الثقافة السائدة، خروجاً يعلن عن تأسيس محددات ومضمرات جديدة لنظام معرفي شعاده الأول: "المعنى هو إمام الإنسان".