"صلاح حيثاني" شاعر دون الشعر منذ ثمانينات القرن الماضي، فبرع في التقاط الصوء وترجمتها إلى حروف هي بمعانيها أقرب إلى الواقع المعاش منه إلى الخيال، ومجموعته الشعرية التي بين يدينا خير دليل على براعته في تكثيف الجملة والصورة الشعرية وتحويل تكويناتها إلى مشاهد بصرية تستنطق...
"صلاح حيثاني" شاعر دون الشعر منذ ثمانينات القرن الماضي، فبرع في التقاط الصوء وترجمتها إلى حروف هي بمعانيها أقرب إلى الواقع المعاش منه إلى الخيال، ومجموعته الشعرية التي بين يدينا خير دليل على براعته في تكثيف الجملة والصورة الشعرية وتحويل تكويناتها إلى مشاهد بصرية تستنطق أحداثها وشخوصها، كما في المقطع التالي: "طوال الليل مثل نبع يشرب نفسه كنت أريدك أن تتعرفي على الفرق بين رجلين أحدهما يقود النهر من عنقه الطويل بينما يتحدث الآخر عن إشارتك التي لا يمكن أن تكون موجودة من غيرك أو أنها موجودة لسواك وأنها تلزمك مثلما يلزم الماء القدح حدث هذا عندما حدثتك عن قبيلة من البدو تاهت في الجبال وضربت خيامها على القمة أتذكر أنك لم تشيري إلى شيء ولكنك أخيراً قلت: لا بأس، كل ثمرة تضل الطريق إلى شجرتها".