اعتُبر النشر عبر شبكة الإنترنت كفتح كوّة صغيرة في جدار الصمت الكبير، إذ اعتبره كثيرون طاقة فرج أتاحت لهم إقتراف فعل ما كان يوماً ليُقبل على صفحات الورق، فبعد زمن طويل من التضييق وما رافقه من حبس للأنفاس والعدّ للمليون قبل الإتيان بخطِّ حرف واحد لا يرضي الرقيب بحجة تجاوزه...
اعتُبر النشر عبر شبكة الإنترنت كفتح كوّة صغيرة في جدار الصمت الكبير، إذ اعتبره كثيرون طاقة فرج أتاحت لهم إقتراف فعل ما كان يوماً ليُقبل على صفحات الورق، فبعد زمن طويل من التضييق وما رافقه من حبس للأنفاس والعدّ للمليون قبل الإتيان بخطِّ حرف واحد لا يرضي الرقيب بحجة تجاوزه سقف ما هو مسموح به... أسهم الإنترنت بإنفراج إعلامي ترافق مع رفع السقف والسماح بقول ما لم يكن مسموحاً قوله أو كتابته. ولئن اعتبر البعض هذه الكتابة أشبه بإحداث ثقب في طبقة الأوزون، بيد أنها كانت المتنفّس الأبرز لكثيرين أدركوا مذاق الحرية الإعلامية، رغم أن الهدف من تجوالهم في سماء العالم الإفتراضي ليس مجهول البنية والهوية والشخصية، كما أن الغاية كانت ولا تزال تتركز في إعتلاء موجة التطور الإعلامي قدر المستطاع وإن كانت تمثل نواة لبذرة تتكون للتوّ. لا نريد أن تقيّض التجربة أو تحدّ بألف قيد وقيد حتى تأتي على الأهداف المبتغاة، فليس هناك من مشكلة أن تم تعميم تجربة النشر الإلكتروني وتشجيعها وصقلها، بعدما أثبتت بعض المواقع الإلكترونية في سورية تفاعلاً حياً مع الحدث وتأثيراً مباشراً على المستوى الرسمي والشعبي على الرغم من التوسع البطيء لقاعدة الإمتداد الشعبي للإنترنت، ولكن يبقى الحال أفضل من أن يكون هناك إنحساراً أو تضييقاً لا طائل منه، وما تحقق هنا يضاف إلى ما تم تحقيقه في بعض وسائل الإعلام الرسمية والخاصة خلال السنوات الأخيرة. نقدم نموذجاً عن تجربة النشر الإلكتروني بنقل مختارات من المقالات الخاصة التي خرجت عن سرب النشر الورقي لتعود إليه وهذا هو الهدف من وراء نشر هذا الكتاب.