في هذا الكتاب يتطرق الباحث تيسير خلف إلى تاريخ الغساسنة من خلال النصوص والمخطوطات السريانية. وقد زودنا يوحنا الآسيوي بعلومات في غاية الأهمية، توضح دور ومكانة ملوك الغساسنة بالنسبة لمسيحي الشرق، حيث كانوا بمثابة الزعماء العلمانيين للأرثوذكس (اللاخلقيدونيين) ليس في بلاد...
في هذا الكتاب يتطرق الباحث تيسير خلف إلى تاريخ الغساسنة من خلال النصوص والمخطوطات السريانية. وقد زودنا يوحنا الآسيوي بعلومات في غاية الأهمية، توضح دور ومكانة ملوك الغساسنة بالنسبة لمسيحي الشرق، حيث كانوا بمثابة الزعماء العلمانيين للأرثوذكس (اللاخلقيدونيين) ليس في بلاد العربيا (دمشق وما يحيط بها والجولان وحوران وبادية الشام) فقط بل في عموم البلاد السورية والمصرية. وبالإضافة إلى هذه الكتب استطاع الباحث الحصول على وثيقة "رؤساء الأديرة العرب"، وهي من أهم الوثائق السريانية على الإطلاق، نظراً لما تحتويه من معلومات دينية وطبوغرافية. إن محاولة تجاوز "تراث" نولدكة حول الغساسنة، لهي مهمة صعبة للغاية؛ نظراً لما خلفه هذا الباحث الكبير من مواقف وأحكام كانت بمثابة المسلّمات لدي العديد من الباحثين الجديين عبر العالم، ومنهم العلاّمة الكبير جواد علي، الذي كرر في بحثه الهام عن مملكة الغساسنة في تاريخ العرب المفصل قبل الإسلام، الكثير من الاستنتاجات التي خلص إليها نولدكة. يحاول تيسير خلف في كتابه هذا، رسم صورة جديدة لتاريخ هذه المملكة، التي شكلت واحدة من الماولات الجدية لبناء كيان عربي مستقل في التاريخ.