كان أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، أبرز المؤرخين العرب، الذين أرخوا للحروب الصليبية، وذلك في كتابه "الروضتين" مع ذيله. وكانت مشاعر هذا المؤرخ العظيم وتقديره، أن المسلمين في أيامه كانوا يتصدون لعدوين متحالفين خطيرين، هما: المغول والصليبيين. ولذلك أقدم على تهذيب...

كان أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، أبرز المؤرخين العرب، الذين أرخوا للحروب الصليبية، وذلك في كتابه "الروضتين" مع ذيله. وكانت مشاعر هذا المؤرخ العظيم وتقديره، أن المسلمين في أيامه كانوا يتصدون لعدوين متحالفين خطيرين، هما: المغول والصليبيين. ولذلك أقدم على تهذيب كتابه "الروضتين" بكتاب سماه "عيون الروضتين". ووجد أمامه، في الوقت نفسه، كتاب "سيرة الدولتين العلائية والجلالية" لمحمد بن أحمد النسوي، الذي عاش في ظل هذه الدولة، وكان من أبرز المسؤولين فيها.
وسلف الكتاب النسوي أن نشر أولاً في باريس عام 1891، ثم في القاهرة عام 1953، تحت عنوان "سيرة جلال الدين منكبرتي". ولم يكن تغيير العنوان هو التشويه الوحيد الذي لحق بالكتاب، بل كانت هناك تصحيفات كثيرة جداً. ولقد أمكن، اعتماداً على كتاب أبي شامة، إعادة العنوان إلى أصالته، وإزالة جميع التصحيفات.