تدفعنا قراءة هذا الكتاب إلى أن نقول: إنه محاولة جادة ترغب في أن تُعيد لكل ثقافة معناها، ولكل حرف حائر مكانته بيننا، لنعترف أمام الملأ، أننا لم نقرأ، أننا لم نعبث بحياتنا كما نحب، ولم نقامر بعقولنا حتى السقوط.بدءاً من ثقافة الخليفة، وإنتهاء بسلطة اللامرئي، فإن جميع الكتب...
تدفعنا قراءة هذا الكتاب إلى أن نقول: إنه محاولة جادة ترغب في أن تُعيد لكل ثقافة معناها، ولكل حرف حائر مكانته بيننا، لنعترف أمام الملأ، أننا لم نقرأ، أننا لم نعبث بحياتنا كما نحب، ولم نقامر بعقولنا حتى السقوط. بدءاً من ثقافة الخليفة، وإنتهاء بسلطة اللامرئي، فإن جميع الكتب التي ورثناها شفاهياً أو تسجيلياً، قمعياً أو نفطياً، غدت بعد ظهور هذا الكتاب من الماضي، أو ما نسميه في ذمة النشر. من الكتب المقدسة، إلى كتابات تقديس السلطة، إلى الكتب المحاصرة بفضاءات دينية أو عقلانية، وصولاً إلى فتنة الفيديولوجيا، أصبحت ثقافتنا ثقافة مُستهلَكة، لا تُقرأ، ولا تُكتب، أو صورة باهتة لجيل أضاع كل عوالمه وأحلامه بالصمت، وأحيا ثقافة إستهلاك الماورائي، كلماتٍ وصوراً. يتوق هذا الكتاب إلى تجسيد صيحات احتجاجنا، لأننا منذ زمن طويل أنكرنا ذواتنا، وأمسينا خارج نسيج الحياة كأننا هذيان غامض.