يقول ابن رشد: "الأشياء التي تفسد بأجزائها وهي الأسطقسات تتشبه في كونها فاعلة على الدوام بالتي لا تفسد لا بالكل ولا بالجزء وهي الأجرام السماوية، من قبل أنّ في طباعها أن تتحرك من ذاتها أي تشبه المتحركات من ذواتها أعني المتحركات بمبدأ فيها لا من خارج.غرضه في هذا الكتاب التكلم،...
يقول ابن رشد: "الأشياء التي تفسد بأجزائها وهي الأسطقسات تتشبه في كونها فاعلة على الدوام بالتي لا تفسد لا بالكل ولا بالجزء وهي الأجرام السماوية، من قبل أنّ في طباعها أن تتحرك من ذاتها أي تشبه المتحركات من ذواتها أعني المتحركات بمبدأ فيها لا من خارج.
غرضه في هذا الكتاب التكلم، في التغايير الثلاثة، التي هي الكون والفساد والنمو والإضمحلال والإستحالة، وإعطاء ما به يتم واحد واحد من هذه التغايير، وكيف يتم ذلك، وذلك أن التغيير في المكان وهو المسمى نْقلة قد تكلم فيه فيما سلف.
وكان قد بقي عليه التكلم في هذه الثلاثة، وهو هاهنا إنما يُعرِّف من أمر هذه التغايير المعنى العام لجميع المتغيرات بها على ما يقتضيه الترتيب المنظم في التعليم، أما كون البسيط فهو هاهنا يعرفه على التمام، وأما كون المركبات فإنه يعرف ههنا من أمر جنسه، ويعطي مباديه وأسطقساته.