(تياتروا 1949) رواية سياسية يعود خلالها فواز حداد إلى أواخر أربعينيات القرن العشرين، وبالتحديد إلى الفترة الممتدة ما بين عامي: (1948- 1950). لا ليرصد الصراع على السلطة، الذي وجد تعبيراته في الانقلابات العسكرية فحسب، بل ليصور ما تركته تلك الانقلابات من آثار سلبية على مجمل الحراك...
(تياتروا 1949) رواية سياسية يعود خلالها فواز حداد إلى أواخر أربعينيات القرن العشرين، وبالتحديد إلى الفترة الممتدة ما بين عامي: (1948- 1950). لا ليرصد الصراع على السلطة، الذي وجد تعبيراته في الانقلابات العسكرية فحسب، بل ليصور ما تركته تلك الانقلابات من آثار سلبية على مجمل الحراك الاجتماعي وفعالياته وآفاقه السياسية والفكرية على المجتمع في سورية.
ومن هنا فإن التاريخ السياسي لا يحضر بوصفه بنية فوقية وغاية للخطاب الروائي، بقدر ما يحضر عبر علاقته العضوية بالقاع الاجتماعي وتحولاته المعلنة والمضمرة.
يمتد الزمن الروائي في تياتروا 1949 ليشمل فترة انقلاب حسني الزعيم، ولا بأس من عودة قريبة إلى فترة الحكم الدستوري، انتهاء بانقلاب سامي الحناوي لتستمر الدوامة ويتداخل الصراع بين السياسيين والعسكر، ينحاز بعضهم إلى هنا، وآخر إلى هناك، ومادة هذا الصراع وطن يطحن بين حجري الرحى... لتشهد الرواية على هزائم السلام الموعود، وحفلات الدم... تياتروا اصطنعه فواز حداد يلعب فوق خشبته شخصيات معروفة، وأخرى غير معروفة، تريد العيش والأمن، تحت الحياة والفن، لكنها تضيع في زحمة ضياع الأوطان وانسلالها من خرائط الجغرافيا...