تبقى الديمقراطية في سياقها النظري شكلاً من أشكال الوعي البشري، تتطور وتتبدل في جوهرها مع تطور عوامل نشوئها عبر التاريخ، وهذا ما يؤكد نسبيتها وينفي إطلاقيتها. في الوقت الذي يؤكد عناصر استبدادها مثلما يؤكد عناصر إنسانيتها وعدالتها…أما في سياقها العملي، فسيبقى دائماً...
تبقى الديمقراطية في سياقها النظري شكلاً من أشكال الوعي البشري، تتطور وتتبدل في جوهرها مع تطور عوامل نشوئها عبر التاريخ، وهذا ما يؤكد نسبيتها وينفي إطلاقيتها. في الوقت الذي يؤكد عناصر استبدادها مثلما يؤكد عناصر إنسانيتها وعدالتها… أما في سياقها العملي، فسيبقى دائماً وأبداً ديمقراطيقة السلطة، فبمقدار ما تكون القوى الحاكمة مع مصالح الشعب، بمقدار ما تكون الديمقراطية أكثر شمولية وإنسانية، والعكس صحيح، دون أن نغفل هنا، أن القوى الحاكمة هي قوى اجتماعية، كانت ولا زالت داخل التاريخ. تحاول مادة هذا الكتاب مقارنة العديد من التجارب الديمقراطية عبر التاريخ البشري بدءاً من تجربة "بركليز" اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد، مروراً بالديمقراطية البرجوازية، وصولاً الى أشكال الديمقراطية المنشودة، ومعوقاتها في الوطن العربي.