غاية هذا الكتاب الوصول الى بعض المنابع الأساسية لثقافة وممارسة إقصاء الآخر، في النسيج الوطني، والتي تعايشت وتناقضت مع ثقافة وممارسة قبول الآخر ومد الجسر نحوه.وإذا كانت الأولى ألحقت ولا تزال. الضرر في القوى الوطنية، وفي داخل كل حزب على حده، وفي التكوين الوطني عموماً؛ بما...
غاية هذا الكتاب الوصول الى بعض المنابع الأساسية لثقافة وممارسة إقصاء الآخر، في النسيج الوطني، والتي تعايشت وتناقضت مع ثقافة وممارسة قبول الآخر ومد الجسر نحوه.
وإذا كانت الأولى ألحقت ولا تزال. الضرر في القوى الوطنية، وفي داخل كل حزب على حده، وفي التكوين الوطني عموماً؛ بما أنتجته من نقد عدمي، ينطلق من عقلية انتقامية، لا ترى في المخالف بالرأي أية إيجابية، بل عدواً يجب تهميشه، وإضعافه أو القضاء عليه.
فإن الثقافة الثانية، أو الجانب الآخر من الثقافة، وما أنتجته -على ضعفه- من اعتداله، وعقلية نقدية، تتميز بالموضوعية والعقلانية، تعترف بالمخالف، وتمد صوبه الجسور، وتعترف بإيجابيته، كونها مكاسب للوطن كله.