ترى السيدة الباحثة في بحثها هذا أن المعرفة يتنازع ساحتها نهجان هما: النظر العقلي والكشف الصوفي، وإن مفهوم المعرفة يجب أن ينظر اليه ليس بوصف ابن عربي متصوفاً يعتمد طريق الكشف فحسب، بل بوصفه أيضاً فيلسوفاً إلهياً يلجأ الى النظر العقلي، فهو يعقلن عالم الغيب، ويشرح ترتيب الكون...
ترى السيدة الباحثة في بحثها هذا أن المعرفة يتنازع ساحتها نهجان هما: النظر العقلي والكشف الصوفي، وإن مفهوم المعرفة يجب أن ينظر اليه ليس بوصف ابن عربي متصوفاً يعتمد طريق الكشف فحسب، بل بوصفه أيضاً فيلسوفاً إلهياً يلجأ الى النظر العقلي، فهو يعقلن عالم الغيب، ويشرح ترتيب الكون وتركيبه بصدوره عن الواحد في صدورات وتجليات لا حصر لها، وتبين الباحثة أن المعرفة بوصفها مطلقة بالنسبة الى الرسل والأنبياء فإنها في الوقت نفسه محدودة ومغلقة عندما تحاول معرفة الذات الإلهية الأحدية.. إن السيدة هيفرو ديركي تحاول أن تستكشف جانباً مجهولاً في ميدان المعرفة الواسع عند الشيخ الأكبر، أو لأقل: إنها في قراءتها للمعرفة وحدودها عنده تحاول أن تتذوق هذا النبع الثر الذي لم ينضب لتخبرنا عن طعمه، وبحثها هذا فيما أرى جدير بالقراءة.