إن جملة ما تهدف إليه الدراسة الميدانية، هذا العمل العلمي الانتوغرافي (الأنتروبولوجي الاجتماعي أو الإتنولوجي) الموسوعي هو الآتي: 1-تسليط الضوء على هذه جماعات النور البشرية التي تعيش بين ظهرانينا في بلاد الشام، والمغايرة لنا بكل من العادات، والتقاليد والأعراف، وبالنمط المعيشي الذي يقوم على التنقل، والغناء والرقص، وقرع الطبول، وطلاء الأواني النحاسية، وترويض القرود والدببة، وصناعة الغرابيل والاتجار بالحمير والخيول الهزيلة... 2-تصحيح وجهات النظر السلبية تجاه النور، أو الضوم التي تصورهم أنهم أناس دونيون، لا يستحقون الاحترام بسبب نمطهم المعيشي. 3-إنصاف هذه الشريحة الاجتماعية الواسعة من الظلم والحيف، والإجحاف الاجتماعي الذي يحيق بهم، من الأوساط الاجتماعية التي يعيشون في خضم بحرها. 4-وضع صورة حقيقية عن الواقع المعاش لجماعات النور، وما يعانونه من مصاعب حياتية يومية في أماكن تواجدهم أنى كانوا، حيث الفقر والجهل، والأمية، مما يجعلهم مغيبين في عمية الإسهام في البناء والتطوير لمجتمعنا العربي في بلاد الشام. 5-إلقاء الضوء على الأصول البشرية السلالية، التي انحدر منها هؤلاء الناس، وعلى الأصول اللغوية للغات التي يتكلم بها أفراد المجتمع النوري.
وتكمن أهمية هذه الدراسة لكونها أول دراسة انتوغرافية تتم عن جماعات النور في بلاد الشام، حيث لم يتم التعرض ميدانياً من قبل الباحثين في مجال علم الأنتروبولوجيا، أو الإتنوغرافية، أو علم الاجتماع لتلك الشريحة الاجتماعية العريضة التي تتعايش معاً جنباً إلى جتب ونجهل عنهم الكثير، بسبب الصعوبات المادية، والاجتماعية وتباعد المسافات بين أماكن تواجدهم من جهة، ولعدم استقرارهم في مكان محدد، مما كان يزيد صعوبة عملية البحث العلمي عندئذ.