بأسلوب إنتقادي ساخر يكتب مظفر أزغو روايته "مصارع الثيران" وبعنوان فرعي آخر "البطل القومي محمود" هذا البطل الذي سوف تتكئ عليه الرواية للكشف عن التراجيديا التي تخلفها الفوضى الإجتماعية والسياسية المعاصرة. فلو أخذنا المكتوب نجده يشكل التنظير المقابل للشفاهي في الواقع بما...
بأسلوب إنتقادي ساخر يكتب مظفر أزغو روايته "مصارع الثيران" وبعنوان فرعي آخر "البطل القومي محمود" هذا البطل الذي سوف تتكئ عليه الرواية للكشف عن التراجيديا التي تخلفها الفوضى الإجتماعية والسياسية المعاصرة. فلو أخذنا المكتوب نجده يشكل التنظير المقابل للشفاهي في الواقع بما يمثله من تهكم وعبث واستهتار بحياة الناس الضعفاء والمهمشين، والذي يجسدها بطل الرواية "محمود" الفقير المتسكع الجالس في المقهى الذي يفاجأ برجلين، هما "البوم" و"الأحول"، يقتادانه إلى الرجل الكبير (البابا) للقيام بمهمة كبيرة في اسبانيا بعد ملاحظة ملامحه الإسبانية المطلوبة للمهمة؟ "في الحقيقة إن الوجه هو الوجه الذي طلب البابا (...) لتكن قامته طويلة، وليكن خصره نحيلاً، ولتكن ساقاه طويلتين حتماً، وليكن ذا شعر، وليكن أسود العينين وأسود الحاجبين. ملاحظتان هامتان: يجب أن يشبه الإسبان، وأن يكون مقطوعاً من شجرة ...". ولكن ماذا سيفعل البابا برجل كهذا؟ وما هي المهمة التي انتدبه البابا لها هي عملية نصب على المجتمع التركي؟ تذهب بمحمود الأوهام والأحلام إلى أنه اختير للتجسس على شواطئ اسبانيا على الحسناوات لخطفهن لضرب السياحة الإسبانية لمصلحة السياحة التركية، ويتمادى طويلاً في أحلام يقظته ولكنه يفاجأ بأنه مطلوب ليكون مصارعاً للثيران وهو الذي لم يصارع قطة في حياته! وهكذا تنسج الرواية حبكتها على فكرة الشبيه وتجلياتها بالمعنى الرمزي لا بالمعنى الفردي المباشر. يتحول "محمود" إلى بطل وأيقونة بعد عملية مونتاج بالفيديو وتستغل من ورائه عصابات المافيا التركية المدنية التي تطلق عليها اسمه وتصنع له تاريخاً مجيداً وتنصب له أنصاباً "تماثيل" في الساحات. وتكون المفارقة الكبرى عندما تذهب السكرة وتجيء الفكرة ويكون على "محمود" مصارعة الثيران أمام الجماهير!! أحداث مشوّقة ولحظات ترقب لما سيحدث على حلبة المصارعة؛ وفي كواليس المافيا تنتظرنا حتى ننتهي من قراءة الرواية ...