ابن عربي هو أبو بكر محمد بن عربي الطائي، نسبة إلى قبيلة طيء العربية. ولد في بلدة مرسية بالأندلس سنة 560هـ/1164م، وتوفي في دمشق سنة 638هـ/124م. وكان يعرف بابن سراقة. كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف، وكان جده أحد قضاة الأندلس.نشأ ابن عربي وشب...
ابن عربي هو أبو بكر محمد بن عربي الطائي، نسبة إلى قبيلة طيء العربية. ولد في بلدة مرسية بالأندلس سنة 560هـ/1164م، وتوفي في دمشق سنة 638هـ/124م. وكان يعرف بابن سراقة. كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف، وكان جده أحد قضاة الأندلس.
نشأ ابن عربي وشب في الأندلس، وتعرف على الصوفية، وانضوى تحت لوائها. انتقل ابن عربي من مرسية إلى إشبيلية سنة 568هـ، فأقام فيها إلى سنة 598هـ، ثم رحل إلى المغرب، وتونس، والجزائر، واستقر في فاس، وتوجه إلى مكة، ثم الموصل، ثم مصر. ثم سافر إلى بلاد الروم، ونزل في قونية، وساح في الأناضول، ثم أرمينيا، وعاد إلى بغداد. وكان له ببلاد الروم صيت عظيم، وارتحل إلى حلب ثم إلى دمشق، واستقر فيها حتى وفاته.
شهد الحروب الصليبية، وكان يحرض المسلمين عليها. شغل ابن عربي الناس ولا زال يشغلهم، فلُقِّبَ بـ: محيي الدين، والشيخ الأكبر، وسلطان العارفين، وأوصله البعض إلى مرتبة الأولياء، كما قيلت فيه الأقوال المتضاربة، فرمي بالزندقة والإلحاد حيناً، ووصفت كتاباته بالغموض والتعقيد، وبأنه يستخدم تعابير غامضة، يصعب إن لم يكن مستحيلاً فهمها، كما أن الغموض يلف شخصيته، وهو يستتر خلف ألف معنى ومعنى! هذا ولم يقتصر تأثير ابن عربي على العالم العربي - الإسلامي، بل تعداه إلى العالم الغربي. كتب عنه المستشرق نيلكسون مبيناً تأثير ابن عربي الكبير على الفكر الأوروبي: "إن ابن عربي عبقري الإسلام في الأندلس، بدراساته الجريئة في الإلهيات، ومشاهداته الكبرى، في عالم الروح، قد عبّد السبيل أمام اللاهوت المسيحي للنهوض والتحلل من القيود. أما عن مؤلفات ابن عربي، فقد بدأ ابن عربي تأليف الرسائل والكتب تباعاً، وكان مجمل المؤلفات التي ذكرها بنفسه 285 مؤلفاً بين كتاب كبير الحجم، ورسالة صغيرة. وكان رقم كتاب المعرفة الذي نقلب صفحاته بين هذه الأرقام 191، وقد نثره ابن عربي على هيئة مسائل في الله، والعالم والإنسان، من خلال مجموعة من الأفكار التي تبين نظرة وحدة الوجود، والإنسان الكامل، فرقها ابن عربي وجمعها على ذلك النحو الذي يراه القارئ في مسائل هذا الكتاب.
أورد ابن عربي بعض هذه المسائل في كتاب الفتوحات المكية على نحو أو آخر، وقال: ومدار العلم الذي يخص به أهل الله تعالى على سبع مسائل، من عرفها لم يقتص عليه شيء من علم الحقائق، وهي معرفة أسماء الله تعالى، ومعرفة التجليات، ومعرفة خطاب الحق بلسان الشرع، ومعرفة كمال الوجود، ومعرفة الإنسان من جهة حقائقه، ومعرفة الكشف الخيالي، ومعرفة العلل والأدوية، وذكرنا هذه المسائل في باب المعرفة من هذا الكتاب، فلتنظر هناك إن شاء الله". هذا ويمكن القول بأن هذا الكتاب "المعرفة" إنما يمثل نظرية المعرفة عند ابن عربي، وفيه الكثير من المصطلحات الصوفية، وضع المحقق شروحاً لها، وفقاً للمصطلحات الصوفية التي استخدمها ابن عربي في مؤلفاته وبخاصة كتاب "رسائل ابن عربي".