كان لا بدًّ لهذه السلسلة الحواريّة التوثيقيّة أن تُعيدَ طرحَ التساؤلات والقضايا البنيويّة مع الشاعر أدونيس، ومع تجربته الشعريّة المديدة والفريدة، وصولاً إلى رحلتِه المُوغلة في تاريخِنا الأدبيّ والثقافيّ والروحيّ، فهو أحدُ أهمُ الشعراء والمفكّرين العرب، ومن أبرز قارئي التراثِ العربيِّ وباعثيه، وواحد من أشهرِ مؤسِّسي الحداثةِ الشعريّة ومنظّريها.
كان لا بدَّ أيضاً لهذه التجربة أن تكتملَ مع ثنائيّةِ مميَّزة، ونقصدُ هنا بيار أبي صعب، الذي حاور أدونيس، وأضاف إلى الحوار الكثيرَ من مخزونِه الثقافيّ وتجربتِه الصحافيّة والمعرفيّة.
أمّا الكتاب فهو فرصةٌ أخرى للتوثيقِ ورقيّاً لوقائع هذه السلسلة، كما هي، بلا تصرُّف، إنّه مساهمةٌ في إعادةِ إحياءِ مساحةِ الحوار ولغة العقل من أجل فضاءٍ عربيّ خالٍ من العنصرية والفتن والداعشيّة، فضاءٍ واسع لإنسان عربيٍّ ومجتمعٍ ذي قيمٍ إنسانيّةٍ ومشاركٍ في تطوُّر الحضارة البشريّة.