-
/ عربي / USD
يتمثَّـل هدف كتاب الليبرالية السياسية في العمل على صياغة تصوُّر سياسي للعدالة السياسية يُصلح للنظام الدستوري الديمقراطي (الليبرالي) تجد فيه المذاهب المعقولة، دينية كانت أو غير دينية، ليبيرالية أو غير ليبرالية، مشروعيتها. ولكن ثمَّة صعوبة أساسية: في ظل التعددية المعقولة لا يُمكن أن يزعمَ أي دين، بما ذلك دين الخلاص، أنه أفضل دين بالنسبة لجميع المواطنين، وعليه يتعيَّن على التصوُّر السياسي لا فقط أن يضمن خيرات المواطنين السياسية من قبيل الحرية والمساواة، بل عليه مع ذلك أن يُمكِّنهم من أفضل الوسائل الضرورية من أجل ضمان الاستعمال الذكي والفعَّال لحرياتهم. وهذه المسائل، على أهميتها المُعترف بها منذ أمد طويل، فإن البعض ما زال يعتبرها ذات طابع سياسي أكثر منه فلسفي. وإن كان ذلك ليس مهمًا، إلا أن الأهم بالنسبة إلينا هو إثارة هذه المسائل أيًا كانت طبيعتها مع أني أعتبرها فلسفيّة لأن كل مفهوم سياسي للعدالة هو مفهوم معياري وأخلاقي، إذن مجاله السياسة شأنه في ذلك شأن سائر المفاهيم السياسية الأخرى. ويناقش كتاب الليبرالية السياسية، انطلاقًا من وجهة نظر سياسية، أهم الأفكار الأخلاقية والفلسفية للنظام الدستوري الديمقراطي وتحديدًا: المواطنون بوصفهم أحرارًا ومتساوين، والشرعية، وممارسة السلطة السياسية، والإجماع التقاطعي المعقول، والعقل العمومي وواجب المدنية، والأسباب الوجيهة للاستقرار. كما يسعى إلى إيجاد أفضل القواعد المعقولة التي تضمن الوحدة الاجتماعية الصالحة لمواطني المجتمع الديمقراطي الحديث. ولأجل ذلك ما فتئ كتاب الليبرالية السياسية يؤكد على إمكانية قيام نظام حكم مستقر وحَسَن التنظيم ومنسجم ومتماسك حتى في ظل تعدّد المذاهب المعقولة الدينية وغير الدينية، الليبرالية وغير الليبيرالية. جون رولز
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد