لقد اِنتصرت العدمية، قَبلَ أن تنتصر التفاهة، وإذا كانت العدمية ضرباً من ضروب الوجود، والفكر، والتفلسف، فإنَّ التفاهة ضرب من ضروب الحكم المعياري، في كلِّ مرة.

تقوم العدمية على مفاهيم، وممارسات تندرج ضمن التوقف عن فعل أي شيء يتعلَّق بالخلق؛ أي خلق المعنى على المعنى، ومن جهةٍ أخرى هي تتضمَّنُ ضرباً من ضروب الفعل الذي يقوم على غياب النتيجة، وحضور الهَدم من أجل الهدم، أي تفكيك كل شيء بواسطة [المجهول]...

إنَّه علينا أن نبحث في فن الإِختلاف، أو في أساليب الوجود المجتمعيّ من أجل [أن - نختلف]، إنَّ الإِختلاف، في منبت ماهيَّتِهِ، إنَّما هو جذرُ الهَويَّة من جهة كونها إعلاناً عن الذَّات، تتعدد مصادر الذَّات المجتمعيَّة، بقدر ما تتوحد مصادر الهَويَّة المجتمعيَّة.

في هذا السَّبيل، وحينما يقوم تساؤل الإختلاف، من جذره المجتمعيّ، يتبعه تساؤل الشَّر مباشرةً، إنَّه تساؤل المجتمعات التي تعاني من أزمات الهَويَّة، والأخلاق.

علينا، والحال هذي، أن نتوقف عند مفهوم الذاتيَّةُ ومفهوم التشوُّه الوجودي للذَّات الفاعلة، بعد الثورة السايبرانية الأخيرة...

إنَّ ذلك يقوم على وضع الحُرِّيَّة في المعنى الأكثر جذريَّةً الذي من شأنها؛ أي أخذها من جهة كونها ضرباً من ضروب ممارسة [الذَّات - داخل - المجتمعيِّ].

فمن جهةٍ، هي تتضمَّنُ المسؤوليَّةَ والإلتزامَ بوصفهما الوسيلة التي من شأن تحقيق الهدف الذي داخل الفعل المجتمعيّ، ومن جهة أخرى، هي تشتمل على إلزام مجتمعيِّ من جهة كونها تتوفَّر على وعي الهدف والمعنى داخل الفعل المجتمعيّ.