-
/ عربي / USD
إن السياق المعرفي الذي تشكل عند الغرب، هو نتاج تراكم فلسفي من جهة أثرت فيه الفلسفة اليونانية بعمق، وتراكم تجريبي، مرت فيه الشعوب الغربية بتجربة دينية وعقدية ومعرفية مريرة، إضافة إلى عوامل أخرى شكلت العقيدة المفاهيمية للغرب، وشبكة المعارف، والتي بدورها أسست للنظام الغربي القانوني، والحقوقي، ومع امتلاك مقومات القوة والإستطاعة والإكتفاء الذاتي والتفوق العلمي والتكنولوجي والصناعي، والنزعة الإستعمارية والإستحواذية على الثروات، اندفع الغرب لعولمة قيمه ومعارفه ونظامه الحقوقي والقانوني من موقع المقتدر القوي، ومن موقع المتفوق الحضاري وفق فهمه للحضارة والتفوق.
ولأن في الوطن العربي والإسلامي، يوجد إسراف في هدر الكرامة، وتضييع حق الإنسان وقهره مادياً ومعنوياً، وضلوع حكومات مستبدة عديدة في الهيمنة، والإيغال في الإستبداد والنهب هذا فضلاً عن دورها الوظيفي المتواطئ مع القوى الكبرى التي ما فتنت تستخدم ورقة حقوق الإنسان لأجل تحقيق مخططها كما تريد، إضافة لعوامل كثيرة أخرى، منها قابلية الإستعباد المعدية عند الشعوب العربية، وأخلاقية الهزيمة، فإن التأثر برياح الغرب الثقافية يكون أسهل وأسرع وأقل كَلّفة.
هذا التأثر بات اليوم يهدد الهوية بشكل حقيقي ومَحْكَم الحلقات، ويسعى بكل الوسائل - خاصة الإعلامية منها - لإستلاب هذه الهوية، وتغيير معالمها الأصيلة، وتمييع قيمها ومحكماتها.
وفي هذا الكتاب محاولة تحليلية وإستشراقية حول الهوية وإستلابها وسبل المواجهة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد