-
/ عربي / USD
هذا الكتابُ عبارةٌ عن استعراض نقْديٍّ وتقييمٍ وتطويرٍ لنظريَّةٍ السيّد محمد باقر الصِّدر في الإعتقاداتِ العقلانيَّة والإحتمال، ومقارنة وجهاتِ نظرِهِ مع نظريَّاتِ كبار المُفكّرين الغربيَّين حول الإعتقاد العقلاني والإحتمال، أدْعَي في هذه الأطروحةِ أنّ هناك درجات ذاتيّة للإعتقاد واحتمالات موضوعيَّة، ولكي تكون الإعتقادات عقلانيَّة، لا بدَّ من ربّطِ الإعتقادات الذَّاتيَّة للفرْدِ بالإحتمالاتِ الموضوعيَّة، من خلال عمليَّاتٍ موثوقةٍ يمكنُ التّعويلُ عليها موضوعيّاً.
وفقاً للصَّدر، أن تكونَ عقلانيّاً يعني أن تنْتقلَ في أغلَبِ معارفِكَ (مع حركةِ الذَّهنِ في التَّفكير) في علْمِ إجماليَّ إلى علّمِ تفصيليّ، هذا الإنتقالّ لا بدَّ أنّ يكون منضبطاً بعمليَّةٍ معياريَّة موثوقةٍ يمكنُ التَّعويلّ عليها موضوعيّاً.
وهذه العمليَّةُ المعياريَّةُ هي في جُذُورها صيغةَ من الإستقراءِ بالإستبعاد، أي إقصاءٌ استنباطيٌّ منضبطّ للبدائل المنافسة؛ بمعنى أنَّكَ كلّما استبعدْتَ الفرضيَّاتِ المنافسةِ الكاذبة وتخلّصْتُ منها، أصْبَحَ علْمُكَ الإجماليُّ بالفرضيَّةِ الصَّادقةِ أكثرَ تحديداً وتفصيلاً.
موضوعُ البحثِ بالغُ الأهميَّةِ ويمَسُّنا بالصَّميم، وأرى أنَّ التَّفاعُلَ مع هذا النَّمطِ من التَّفكير سيكونَ من مقوَّماتِ انبعاثنا الفرْدي ونهضتنا الحضاريَّة، لأنَّه باختصار يأخذُ بأيْدينا ويُعلمُنا كيف نُؤسِّسُ اعتقاداتنا على أُسُسِ موضوعيَّة.
بتقديري، لقد نقَلَنا الصَّدْرُ في كتابهِ الأسس المنطقيَّة للإستقراء قُرُوناً من الزَّمان، من عقليَّةِ أرسطيَّةٍ هيمنتْ علَى العصورِ الوسطى وما تزالْ تُهيمِنُ على قِطاعِ من مُفكِّرينا، إلى عقليّةٍ علْميَّةٍ معاصرَةٍ منفتحةٍ على العالَم، تقومُ بتحديثِ الإعتقادات على أساسِ المعطيات، وفي ضوءِ المعلوماتِ الجديدة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد