-
/ عربي / USD
في هذا الكتاب "مسألة موت وحياة" نقرأ قصة وفلسفة عقلين اثنين لا عقلاً واحداً" كتبها أستاذان مرموقان، ومؤلفان غزيران في إنتاجهما، بأسلوب واضح وصريح، حيث يعودان بالذاكرة إلى خمسة وستين عاماً من حياتهما كزوجين ومفكرين، وأستاذين جامعيين قدّما أعمالاً هامة أثريا من خلالها المكتبة العالمية، إلى أن أصيب أحدهما بمرض الورم النقوي المتعدد (سرطان خلايا البلازما)، واعترى الآخر قلق شديد لأنه سيفقد أهم شخص في حياته.
هذا الرجل هو الدكتور إيرفين يالوم، أستاذ الطبّ النفسي في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الذي كرّس ستين عاماً من حياته في تدريس الطب النفسي، والعلاج النفسي، وعالج عدداً لا يحصى من المرضى الذين فجعوا بفقدان أشخاص عزيزين عليهم، لكن الخوف بدأ يتملكه من أن يعيش حياة "بالغ مستقل" لأول مرة في حياته، بعد فقدان زوجته.
أما المرأة، فهي الدكتورة مارلين يالوم التي تتمتع بمكانة مرموقة أيضاً كأستاذة في الأدب المقارن في اللغتين الفرنسية والألمانية بجامعة ستانفورد، والتي ألّفت كتباً ودراسات عديدة هامة في الأدب المقارن وقضايا المرأة. كلا إرفين يالوم ومارلين يالوم رائدان في مجال اختصاصيهما.
يغطي هذا الكتاب فترة زمنية قصيرة نسبياً، لكنها عاصفة ومضطربة في حياة شخصين مفكّرين، عاشقين، يتناوبان على كتابة كلّ فصل من فصول الكتاب، بناء على طلب مارلين التي أحست بدنو أجلها، بصدق وصراحة شديدتين على نحو مؤلم، تقاسما فيه "سيل الألم": ألمها الجسدي، وألمه النفسي، ووثّقا في تلك الفصول، بأسلوب فلسفي سلس، أحداث أسوأ سنة عاشاها في حياتهما. تبدو د. مارلين في الفصول التي كتبتها أكثر هدوءاً وتقبّلاً للحالة التي آلت إليها، بينما يبدو د. إريفين يالوم، الذي يحبّ أن يُطلق عليه مرضاه وأصدقاؤه اسم إيرف، أكثر خوفاً وإنكاراً، وهذا ما يفسّر تأكيد عنوان الكتاب "مسألة موت وحياة" لأن الموت هنا يأتي قبل الحياة، موت مارلين أولاً، ثم مواصلة إيرفين الحياة بعدها.
إن هذه المذكرات الحميمة احتفال مدهش بحياة شخصين، والحزن الذي يخيّم عليهما عندما تقترب رحلتهما معاً من نهايتها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد