-
/ عربي / USD
وعلى الرغم من الفضاء الأمني الضاغط في تلك الأيّام فإنّ المضامين التي قدّمت في هذا الدرس التفسيري مضامين تربويّة وإجتماعية، تستجيب لعطش المخاطبين وشوقهم إلى تلقّي المعارف من زلال القرآن الكريم وتراث أهل البيت عليهم السلام، ولم يكن هذا الدرس درساً نظريّاً يهتمّ بمعالجة القضايا العلمية واللغوية والنكات الأدبية التي تستعرض عادةً في دروس التفسير؛ بل كانت قضايا المجتمع هي القضايا والمسائل الأساس التي يتوقّف عندها، من قبيل: حاكمية الدين في المجتمع، ومواجهة الطاغوت وغير ذلك ممّا كان يتعارض مع الجوّ السياسي الذي كان يريد الشاه وجهازه الأمني نشره في المجتمع الإيراني.
ولقد تركت هذه المضامين أثرها في نفوس المخاطبين وعمّقت قناعتهم وإيمانهم بوجوب العمل على هدم أركان سلطة الطاغوت وإستبدالها بنظام تُبنى قواعده على الدين.
وورد في تقرير لأحد عملاء جهاز السافاك يصف فيه الطلاب الذي يحضرون درس التفسير في مسجد الإمام الحسن عليه السلام، بقوله: "وهذه الجماعة تتلقّى بشكلٍ مستمرٍّ دروساً تترك عظيم الأثر في نفوس أعضائها، حتّى يكاد أحدهم يتحوّل إلى شعلة متّقدة لا تخشى شيئاً.
ويتحوّل هؤلاء الأشخاص إلى مبلّغين ودعاة يروّجون لفكرة أنّ الدولة الحالية أسوأ من دولة يزيد، ويُقال لهم إنّكم اليوم بمنزلة الإمام الحسن عليه السلام وعلي الأكبر والحسين عليهم السلام، ويُلقنون أنّ الإعتقال بل والموت هو فخرٌ لكم، وإنّ أعضاء هذه الجماعة تقبل كل هذه الدعاوى بإيمانٍ راسخ".
ولعلّ اختيار هذه السور بالتحديد لتفسيرها في هذه اللقاءات كان مقصودّاً؛ لأنّ هذه السور وخاصة سورة براءة تحتوي على الكثير من المضامين الإجتماعية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد