-
/ عربي / USD
هنا في هذه الرواية يعتمد الروائي مجدي دعيبس على تقنيّات سرديّة بات الناقد المتابع يعرفها لديه؛ فهو يترك شخصياته تعرّف بنفسها، وعندما تتزايد تقاطعات الشخوص، نراها تطلّ مجدّداً بين مرحلة ومرحلة لتزيد بنفسها تعريفاً، وتلقي المزيد من الإضاءة على أدوارها وتشابكاتها وتشابكات غيرها، حتى الأمكنة تعرّف عن نفسها ولا يقتصر الأمر على الشخصيّات، فأول ما يطالعنا في هذا المجال عنوان "واحة الأزرق" التي تفصح من ذاكرتها كسبخة نبتتْ في صحراء بلقع واحتضنتْ الطير والحيوان والإنسان والعمران وكل عناصر الحياة.
وهكذا يبني الروائي حبكة روايته التي تستكمل خيوطها بمشاركة القارئ؛ لم تقدم الواحة وقلعتها عناصر الأمان للناس الذين يسكنونها وحسب، بل قدّمتا لهم الكنز الثمين الذي كان ندرة في ذلك الزمن؛ وهو الملح.
هذا المنتج الإقتصاديّ الطبيعيّ الذي ربط الناس بمحيطهم؛ المدينة وأسواقها، الأرياف، البوادي، الثورات الشعبيّة، الحكم العثمانيّ ومن ثم قوة الإنتداب الفرنسيّ.
كل هذه العوامل المفصليّة صاغتْ بدورها وجدان الهاربين الفارّين بأرواحهم من تقلّبات الدول والحكومات والثورات الوطنيّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد