-
/ عربي / USD
يعتبر كثير من النقّاد الإيرانيين أن رواية (الأمير احتجاب) القصيرة، هي نقطة انطلاق الرواية الإيرانية الحديثة، ويعدّون كاتبها هوشنگ گلشیري أحد أكثر كتّاب القصة الفارسية المعاصرة تأثيراً على الأجيال اللاحقة، ولم يكن تأثير گلشیري مقتصراً على أعماله الأدبية فقط، إنما ارتبط اسمه بالحركة الفكرية والثقافية في إيران، فاسم گلشیري في إيران له جانبين، الروائي والمثقف، ويتشابك الجانبان بشكل واضح، ويتجليان في سلوكه كمثقف، وفي أسلوبه كروائي، هو قد دأب على عقد لقاءات أسبوعية وورش عمل في منزله لقراءة ومناقشة الأعمال السردية بشكل مستمرّ منذ الثمانينيات حتى نهاية حياته.
بدأ حياته كمعلّم في القرى، وعمل في الصحافة، رأس تحرير مجلة كارنامه، أنجز روايته القصيرة التي بين أيدينا في نهاية الستينات حين كان عمره لا يتجاوز الثامنة والعشرين، يحكي فيها عن فترة انتقال السلطة من سلالة قاجار إلى سلالة بهلوي، حيث الأرستقراطية على وشك الدمار، والحداثة في التقاليد والمفاهيم تطلّ برأسها، وعبر اشتغاله بتقنيات تيار الوعي، عرض شخوص روايته وحكاياهم مقارباً لمفاهيم الحرية والطغيان والعبودية، والنظر إلى المرأة بين عصرين، في كتابة لم يسبقه إليها أحد في الرواية الإيرانية، معتمداً تقنيات حديثة، ورؤية شديدة العمق للإنسان وصراعاته الداخلية.
منذ ذلك الوقت، طبعت الرواية عدّة طبعات، إحداها التي طبعت في عام وفاته 2000م، وآخرها في العام 2018م، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية وعدد من اللغات الأخرى، وكتبت حولها عديد من الكتب والدراسات والرسائل الأكاديمية، كما حوّلت إلى فيلم يحمل اسمها أخرجه (بهمن فرمان آرا). بعد وفاته أنشئت مؤسسة أدبية، وجائزة تحمل اسمه، تمنح لكتّاب مختارين، وهي جائزة لها قيمة أدبية عالية ومكانة خاصة في الأدب الإيراني المعاصر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد