-
/ عربي / USD
إنّ اليسار الجديد يُريد قطع الصلات بالماضي ليبني عالمًا جديدًا، عالمَ ما بعد الحداثة. عالمٌ كل شيء فيه نسبي، لا توجد فيه حقيقة مطلقة، وبالتالي فلا أديان ولا قيم ولا ثوابت، وحتى المناهج العلمية التي أنتجها الغرب نفسه، فإن اليسار الجديد - من خلال تبنيه لنظريات ما بعد الحداثة - بدأ يُشكّك فيها ويُثير الشبهات حولها. إنها حرب فكرية شاملة على كل ما هو مستقر في عقائد الناس وضمائرهم ومجتمعاتهم، حتى يتسنى لليسار تبرير وفرض عالم جديد متبنٍ للأفكار اليسارية الغربية القائمة على أُسس ما بعد الحداثة. ومن هذا المنطلق شنَّ اليسارُ حملته الشرسة على أهم مقوِّم للحفاظ على القيم الإنسانية واستمراريتها، وهو الأسرة. ومِن أهم ما يُميز الأسرة التي يريد اليسار تدميرها: جنس أفرادها ودورهم فيها، ذكورًا أو إناثًا، ولهذا ركزوا على الهوية الجندرية للأجيال الجديدة، وعملوا على تفتيتها وتفكيكها وتذويبها، ولو كان ذلك خارج طوع آبائهم وأمهاتهم، حتى يخرجوهم عن امتدادهم التاريخي وما ورثوه ممن سبقهم، ومن ثم لا يبقى لهذه الأجيال إلا التلقي من مشارب اليسار الذي أخرجهم من فطرتهم التي كانوا عليها، ويسترشدوا به في عالمهم الجديد المنقطع عن ماضيهم ودينهم ومجتمعاتهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد