-
/ عربي / USD
ككل ألماني مسكون بشعر غوته وهولدرلين ويحن للعودة إلى جذوره المجسدة في نهر الراين وعظمة ألمانيا، اعتاد الزحلي، حين يستشعر، أن يتخيل البردوني أطول من الراين وأعرق تاريخاً من حضارة النيل الفرعونية. كما ترعرع كل زحلي على تعارض شعر سعيد عقل مع فكره السياسي. من هذا التعارض ولدت لبنانوية مارونية تلملم شتات ملل وطوائف قلما انصهرت في شعب واثق الوحدة والقومية. لقد تفرد سعيد عقل في عصيان فكره السياسي على شعره، فوضعنا أمام خيار صعب بين غنائه لمكة، دمشق والقدس "الآن الآن وليس غداً، أجراس العودة فلتقرع"، وفكره السياسي الساعي، من خلال الجبهة اللبنانية، إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني، ولو أدى ذلك إلى تقاسم لبنان بين سورية وإسرائيل وإيران. من قلب الفرادة اللبنانية، صاغ اللبنانويون قوميتهم نداً للقومية السورية والعربية من جهة، وللماركسية والإسلام من جهة أخرى. يحاول هذا الكتاب استعادة عناصر هذا النقاش على ضوء تقسيم الدول العربية بين حدي الدولة القطب (فاعل)، والدولة الزبون (مفعول به)، وذلك بغية مناقشة علاقة الداخل بالخارج في قراءة بنية السلطة في هذا الكيان الزبون أو ذاك. من هنا اعتماد مفهوم المرآة لقياس الحدود الفاصلة بين برانية الداخل وجوانية الخارج.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد