تفنن حفاظ الحديث النبوي الشريف في تصنيف الأجزاء الحديثة، وبرعوا في جمع الأحاديث ذات الأبواب الغريبة وغير المصنفة في كتب الجوامع والسنن، إن من الميسور على أي مشتغل بالحديث النبوي جمع الأحاديث الواردة في برّ الوالدين مثلاً، لكونها مجموعة من أبواب مفردة في الجوامع والسنن، فلا تحتاج -لذلك- إلى مزيد بحث وتنقيب. لكن ليس من الميسور على أي حافظ جمع الأحاديث المشتملة على مغفرة الذنوب المتقدمة والمتأخرة، لكونها مبعثرة في كثير من المسانيد والسنن والأجزاء.
ولا شك أن جمع مثل هذه الأحاديث يحتاج إلى حافظة قوية وإطلاع واسع ونفس طويل في تصفح أوراق كثيرة جداً، وقد يمر طالبها على الكتاب الضخم فلا يجد فيه بغيته، ولما كان الحافظ أبو الفضل ابن حجر العسقلاني صاحب القدح المعلى في هذا المجال، فقد تصدى الاستقصاء هذه الأحاديث، والكلام على طرقها وأسانيدها، فكفى وأحسن، واستدر على الحفاظ المتقدمين. وباعثه على جمعها: إجابة سؤال سائل له حقوق توجب الإقبال على مطلوبه.