-
/ عربي / USD
يذكر المؤلف في مقدمته أن اهتمامه الذاتي بفئة اجتماعية استضعفت في الأرض دفعه إلى هذا الاهتمام بدراسة حياة الرقيق المغربي منذ تحوله إلى الاسترقاق وانتهاء بإعتاقه. والرِّق هو الملك والعبودية، ورقَّ: صار في الرق. والمصطلح يحيل إلى وضعية اجتماعية خاصة؛ ونظراً لتنوع مصادره قام المؤلف بتقسيم البحث إلى قسمين رئيسيين؛ الأول: المؤشرات الكبرى لحضور الرقيق في المغرب والأندلس خلال القرنين 5-6هـ/11-12م. واختار للقسم الثاني عنواناً، أوضاع الرقيق وأنشطته في بلاد المغرب والأندلس خلال القرنين 5-6هـ/11-12م. تناول في الأول حضور الرقيق في المجتمع المغربي الإسلامي ومؤشراته عليه كما بحث في نشاطات الرقيق الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية، وعرض للجانب القانوني، أي الأسس الشرعية التي كان يستند إليها وجوده، والتي ضبطت ممارساته وحركيته في المجتمع.
كما يتحدث المؤلف في هذا الباب عن حضور الرقيق في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية. كما يشير إلى روافد الاسترقاق في بلاد المغرب في فترة الدراسة، والمسالك والدروب التي كانت تفضي بالجر إلى الاسترقاق. أما في القسم الثاني فركّز المؤلف على البحث في أوضاع الرقيق الاقتصادية والاجتماعية والأدوار التي اضطلع بها في فترات معينة. وقد سعى لبيان الوضع القانوني للرقيق من خلال التشريعات والأحكام التي تحفل بها المصادر الفقهية الخاصة. إذ انكب الفقه على دراسة وضعية الرقيق منذ المرحلة الجنينية حتى وفاته.
كما يبحث في تعرّض الرقيق للإعاقة، ومعاملة الرقيق ونشاطاته من خلال الأحكام الفقهية. وكان المؤلف في بحثه منفتحاً على عدة مناهج فقد اعتمد المنهج التاريخي لرصد ظاهرة الاسترقاق في بلاد المغرب والأندلس، واعتمد المنهج الإحصائي لمعالجات ما وفرته المصادر من معطيات رقمية، واستعار من المنهج السيميولوجي البحث في دلالة الأسماء التي حملها الرقيق باعتبارها أسماء مستحدثة. وقد سجل المؤلف بعض الصعوبات التي واجهت البحث، كقلة المادة المصدرية، وغياب صوت الرقيق، وتداخل معاني المصطلحات ودلالتها، وحضور الرق المديني وغياب الرق الريفي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد