إن الوعي العسكري في العسكرية العربية الإسلامية قد تنامى بالتدرج، فأصبح في كل مجلة عربية وإسلامية حديث عن قادة الفتح ومعارك الفتح بخاصة، وعن العسكرية الإسلامية بعامة، كما صدرت مؤلفات كثيرة عن العسكرية العربية الإسلامية. ويأتي كتاب "فتح السند وأفغانستان" للواء الركن محمود شيت خطّاب في هذا الإطار، وذلك من منطلق الواجب في تأدية رسالة الكتابة حول هذا الموضوع وقد كان المؤلف اللواء الركن قد أنجز خلال العشرين سنة المتصرمة الدراسات العسكرية العربية الإسلامية التالية: قادة فتح أرمينية، قادة فتح بلاد ما وراء النهر، قادة فتح بلاد الروم، قادة النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كتاب "قادة فتح السند وأفغانستان" الذي نقلب صفحاته. وأفغانستان جزء من خراسان كما هو معروف، والسند متأثرة تأثراً بعيداً بكل ما في خراسان، لذا فقد آثر المؤلف أن تكون المقدمة هي: البلاد الساسانية في عهد الساسانيين، لتكون دليلاً على أوضاع تلك المناطق من العالم في عهودها الغابرة.
وإذا كانت تلك المقدمة مفيدة بصورة عامة في دراسة السند وأفغانستان، فإن السند لها ما يميزها، لذلك عمد المؤلف إلى تضمين كتابه هذا بحثاً في: الهند قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه وذلك لإلقاء الضوء على السند بصورة خاصة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تضمن الكتاب بحثاً في أفغانستان قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه وذلك بهدف إلقاء الضوء على أفغانستان بصورة خاصة أيضاً.