-
/ عربي / USD
تحاصرُ خيالي "العصرونيَّة"، وأكوابُ الشاي، و"رندحة" أبي بصوتِه المتماهي مع خشونة الجبلِ البعيد الذي يقبعُ خلفَه. "اشتقنا للمواعيد"، وضحكاتنا، وأحاديثنا، حيثُ كنّا أطفالاً لا نفقه سِوى لغةَ المراقبة والحُلُم..
هاأنذا أصبحتُ – بعد أن خدشت السنين طفولتي – ضيفةً دائمةً على الحنين، والحنين بكرمِه وسخائِه يأبى إلا أن يقوم بواجبه معي فيضع أمامي كاسات الدموع، وبقية ضيافة الحزن، فوق طاولة الذاكرة، ويصدّ عنّي أبواب الرحيل. تصدح كلمات أغنية فيروز في خاطري مجدَّدًا "بكينا، تعذبنا". أسكبُ كوبَ الشاي، وأجلسُ مع وحدتي وحنيني، وأدركُ أنَّ المسافة الفاصلة بين الماضي والحاضر يحتلّها جبل بعيد آخر، وأنَّ جبالَ التاريخ والجغرافيا تتواطأ علينا، والنتيجة: "بعدوا الحبايب بيْعدوا".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد