-
/ عربي / USD
يشهد هذا المعجم على سعة فكر يونغ، ليس فقط على مستوى تمكُّنه من استدرار العلوم البحتة والإنسانية لفَهْم الظاهرة النفسية واشتغالاتها داخل المجتمع الأوروبي، بل لانفتاحه على ثقافات متنوِّعة وبعيدة في بلاد الشرق الأقصى وفي أفريقيا، بأساطيرها ودياناتها التوحيدية والتجسيدية، حيث أعتقت تمثُّلات الإنسان الغربي المعتقَلة في أحياز مادِّيَّة القرن العشرين، والمكتسحة بإلحادية قطعت صِلَتها بالمقدَّس، فأسلمت الإنسان إلى كارثية وجود عبثي.
لقد وعى يونغ، بقناعاته الدينية المسيحية، أن الظاهرة النفسية - التي تنساب من سحيق المادَّة وظلمة العوالم السفلى باتِّجاه مطلق الأثير وعوالم الآلهة، حيث تُولدُ الصور وتتضاعف الظلال وتقترن النقائض في هذا الصراع الأزلي بين الوعي واللاوعي، بين الأنا والهو، بين العقل والروح، بين صور النماذج الأصلية وابتذال الصور الواقعية - لا يمكن إطلاقاً أن نُجهِز على امتداداتها، ونسعى عبثاً لاختزالها داخل قُمْقُم المادَّة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد