-
/ عربي / USD
هذه رواية غنيَّة في عناصرها الواقعيَّة، غرائبيَّة في تهويماتها التخييليَّة، جميلة بلغتها المتدفِّقة، المُكتنزَة للإستعارات والإحالات، الطامحة إلى الإمساكِ بالكينونة المتأرجحة بين الطابَع البشري والظلال الخرافية...
القارئ لن يفلتَ من سِحْرها قبل أن يستوعب دلالاتها ورموزَها التي تستوحي مشاهِدَ الطفولة الملتحمة بتاريخ المغرب قُبَيْلَ الإستقلال ثمَّ بعدهُ، كما سيتوقَّفُ عند شخصيَّتَيْ إدريس الذي لقَّبَ نفسه بـ "صاحب السُّمُوِّ"؛ وسعاد التي درستْ الأدب الإنجليزي، وواجهتْ تجربة تحقيق الذات، من خلال علاقة غرامية مُلتبَسَة مع إدريس المفتون بتاريخ روسيا وأبطال ثورتها وروايات كُتَّابِها وسيمفونيات مُوسيقيِّيها...
وفي الخلفيَّة وعَبْر الأحداث ينتصبُ مكتبُ "أرشيف الدولة"؛ حيث يعمل إدريس وسعاد، وحيثُ تكمنُ بذورُ "الدَّاء الوطني" الذي يهدِّدُ حُرِّيَّة المواطنين ويَلْجُمُ ألسنتَهُم، ويُلقي بهم في أتُون القلق المُفجِّر لأسئلةِ الكينونة في سياقِ يُعادي الحياة.
ومِنْ هذا القلق ينسُج الهرادي "معزوفة الأرنب" التي تستعيرُ قماشها من الذاكرة البشرية، ومن التهويمات الخرافية، الفانتاستيكية، مُتطلِّعةً إلى الإمساك بما يظلُّ مُتحصِّناً في زئبقيَّئه.
لا أبالغ إذا قلتُ إن صاحب "اللوز المُرّ" يُدشِّنُ بهذه الرواية مرحلة جديدة من مساره ومن مسار الرواية المغربية المتطلِّعة إلى أُفق يُلائمُ بين مخزون الذاكرة وانفلاتات التخييل المُتدثِّر باللغة الرقراقة الموحية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد