يتورَّط عبد العزيز في تعاطي المخدِّرات، وهو، بعد، طفل في المدرسة، ويشهد خلال فترة تعاطيه أحداثاً كبيرة وثقيلة على الكبار، فكيف على طفل؟! عالم فوضوي ومرعب، تكون فيه الجريمة، بما فيها القتل، حدثاً متوقَّعاً ومألوفاً. ربَّما شكَّلت علاقته بأُمِّه الغائبة غالباً عنه، والقاسية إن حضرت، عاملاً مساعداً على انخراطه في ذلك العالم. كلَّفه صديقه فهد، أوَّل الأمر، بإيصال علب ما إلى هنا وهناك، وبدافع الفضول فتح إحدى العلب وتناول حبَّة منها، وعرف بعد ذلك أنها «ترامل»، ثمَّ جرَّب الهرويين والكوكايين ... إلى أن جاءت ساعة الحسم، وقرَّر أن يغادر ذلك العالم ويشفى. في مركز العلاج والتأهيل ساعده ممرِّض متعافٍ هو الآخر من المخدِّرات، وعبر الصداقة التي نشأت بينهما استطاع اجتياز تلك المرحلة السوداء. لكنه أُصيب باكتئاب شديد، وعاش في عالم آخر هذه المرَّة: عالم من الشعور بالوحدة واللاجدوى والهلوسات والوساوس. ذلك كلُّه نعرفه عبر يوميَّاته مع طبيبه النفسي خلال جلسات العلاج من الاكتئاب. إضافة إلى كونها رواية شيِّقة وسلسة، هي أيضاً مسؤولة، وربَّما تنطوي على جانب تربوي، يمكن اعتبارها رواية تحذيرية أيضاً.