-
/ عربي / USD
"قام الكثير من الشعراء في المراحل اللاحقة (بعض شعراء السبعينيات، وغالبية شعراء الثمانينيات والتسعينيات) بكتابة الشِّعْر عبر اللجوء إلى كلام أقرب إلى كلام الناس في شؤونهم اليومية، بل كان، أحياناً كثيرة، هو ذاته كلامهم اليومي. بمعنى آخر: كتبوا مثلما تكلموا! هذه الطريقة في الكتابة «اعتبرها خضر الآغا في كتابه هذا»: شفوية «حَكي»، لابتعادها عن الكتابة التي هي نوع من أنواع الفنِّ الذي يلزمه خصائص دقيقة؛ ليكون شِعْراً، وإن جماله، أحياناً، لا يُؤهِّله ليكون شِعْراً، فثمَّة فرق بين الشِّعْر وبين الكلام الجميل. لكن القرابة الخاصَّة بين الجمال وبين الشِّعْر تمارِس نوعاً من الخديعة، وتجعل القرَّاء، بصرف النظر عن مستوى معرفتهم الشِّعْرِيَّة، ينظرون إليه على أنه شِعْر.ما «يخشاه الآغا» من هذه العودة الساحقة للشفوية الشِّعْرِيَّة أن يكون بإمكاننا، الآن، وقد توغَّلْنا في الكتابة على نحو نسينا معه، على نحو تامٍّ، أو شبه تامٍّ أصولنا الشفوية الغاربة، أن نُكمِل قصيدة حديثة، أو قصيدة كُتبت في المرحلة الراهنة؛ لأن صاحبها كتبها على نمط بعينه، وبلغة هي اللغة اليومية بعينها، دون أن نكون أخطأنا في المعنى والصياغة. ذلك أن القصيدة النمطية مكشوفة، وهي غالباً بلا أغوار، ولا تعرُّجات!"
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد