-
/ عربي / USD
لا يتجوَّل عيسى بن هشام، كما صوَّره المويلحي، في "مملكة الإسلام"، لا ينتقل في أرجائها من مدينة إلى مدينة كما كان يفعل سَلَفُه، راوي الهمذاني الذي يحمل الإسم نفسه.
عيسى بن هشام الجديد لا يفارق مصر إلَّا ليذهب إلى باريس، تمَّ التركيز بشكل ملحوظ على مصر، عاداتها، أنماط حياتها، تفاصيل مجتمعها.
لقد تغيَّر العالم، تبدَّلت خريطته، وتحدَّد مركز القوَّة في الغرب الذي فرض نفسه، فلم يبقَ للمؤلِّف إلا التأسُّف "على أهل الشرق [...] في انخِفاضِهم وارتفاعِ أهل الغرب فوقهم".
المويلحي أو رؤية (رواية) المهزومين، بالقياس إلى رسالة الغفران، تبدو القاهرة جحيماً مُروِّعاً، وباريس فردوساً موعوداً.
لم يعد ممكناً في هذه الظروف كتابة مقامات على النمط القديم، وما غدا متاحاً هو الحديث عن التقابل بين الشرق والغرب، موضوع الرواية العربية منذ ذلك الحين وإلى اليوم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد