-
/ عربي / USD
قام البحث على فرضية، وهي إن السَّرد التَّأريخي لا يعبرّ عن أحداث، إنما عن موقف آيديولوجي، وتحتاج الفرضية إلى دراسات كثيرة للتّأكد من صحة الفرض، إذا نظرنا إلى مجمل التأريخ القديم، وهو سرد قصصي، وكذا إذا نظرنا إلى الحديث النّبوي، وهو موروث ثقافي ضخم، بوصفه شكلاً من أشكال التأريخ الإسلامي، كان الدَّجَّال حاضراً في عصر النُّبوُّة، في شخص ابن صيَّاد (أو ابن صياد) وقد ذهب إليه الرسول أكثر من مرة، وأكد وجوده الصحابةُ، في المقابل هنالك أحاديث كثيرة عنه، كان رواتها لا يسألون عن حقيقة وجوده، بالإسم الحقيقي والأصل القبائلي، فهو عندهم شخصيَّة سرديَّة، أو شخصية تحديثية، تحيا حيث تذكرها رواية، وتتجسد حين تكون مثالاً في رواية أخرى، لحكم فقهي، فيبدو أنها لا وجود لها في خارج التحديث والروايات، ارتبط شكل السرد بمواقف الرَّواية الأديديولوجي، ارتباطاً عضوياً، فكان للسَّرد، كما نقاربه طرفان: الأول: علاقته بموقف الشخص الرَّاوي التأريخي، والثاني: شكله في القِصَّة، مما هيأ لنا أن نضع السرد التأريخي والموقف الآيديولوجي، عنواناً ثانوياً للبحث.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد